العلمانية هذه النبتة الخبيثة التي ظهرت في الغرب الكافر بعد الثورة على الطغيان الكنسي، أتى بها من لا ناقة له ولا جمل في دين الإسلام متوهماً أنه جاء بإكسير السعادة إلى بلاد الإسلام، جهلاً منه أن الدين الإسلامي الذي تكفل بعز الدنيا والآخرة وسعادة الدنيا والآخرة، الذي يحكم العباد والبلاد، ولا يرضى أن يكون مجرد طقوس وعبادات فردية، يختلف تماماً عن النصرانية المحرفة التي حكمت أورُبا في القرون الوسطى، والتي نصبت العداء للعلم والعلماء، فثار الناس على ملوكهم وقساوستهم وقالوا: "اشنقوا آخر ملك بأمعاء آخر قسيس" وأرادوا العمل بما روي عن المسيح عليه السلام: "دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله".
فأرادوا بجهل وغباوة أن يزرعوا هذه النبتة الغربية الخبيثة في ديار الإسلام، وظنوا أن ذلك يسلم لهم، وهم في ظل الحكومات العلمانية الدكتاتورية في جل بلاد المسلمين، تقلدوا المناصب وتصدروا المجالس، وسلطت عليهم الأضواء على أنهم إصلاحيون ومجددون وتقدميون، وتملكوا زمام الإعلام فكانوا حرباً على الإسلام وأهله، وصارت خطبة الحاجة عندهم سب الإسلاميين، والتعريض بهم، ووصفهم بأنهم أعداء الحضارة، والتمهيد للطواغيت في بلاد الإسلام لضربهم، والتضييق عليهم.
واغتر بعض شباب المسلمين بزيفهم وباطلهم، فصار هؤلاء المستغربون نكبة على العباد والبلاد، وما علم هؤلاء وهؤلاء أن العلمانية منبع الجهل والضلال، ومستنقع الشبهات والشهوات، الغالي فيهم ينكر وجود الله عز وجل ويظهر إلحاده وتمرده على شرع الله، والمعتدل منهم يعترف بالإسلام عقيدة، ولا يعترف به شريعة، وكلاهما في ضلال مبين وأنا ألخص في هذه المقدمة مختصر معتقداتهم، ثم أبين بحمد الله وحوله وقوته في غضون هذا البحث -العلمانية النبتة الخبيثة- شرهم المستطير وما درجوا عليه من التزييف والتضليل والتدجيل.
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء