هذا السؤال ورد في واقعة في عهد هارون الرشيد ، حيث وقعت مناظرة بين قوم من شعب آسيوي غير مسلم على مقدمتهم (السمني) وقاضٍ مسلم، فسأل كاهن هؤلاء (السمني) القوم القاضي: “هل يقدر إلهكم أن يخلق إلها مثله؟”، فأُسقط في يد القاضي لأنه لو أقر ذلك، فقد قال بالشرك، ولو نفاه فقد نفى كليةً القدرة الإلهية.
فلما علم الخليفة، صاح غاضبا: “أما لهذا الدين من يناظر عنه؟”، فنصحه بعض رجاله أن يطرح السؤال على المعتزلة المشتغلين بعلم الكلام -وكانوا آنذاك محظورين ومحبوسين- لعله يجد عندهم الإجابة.
وبالفعل كانت عندهم إجابة حاضرة للسؤال، فكان الرد هو: “الله يقدر على خلق إله، لكنه لن يكون مثله، لأن الله أزلي قبل بدء كل شيء، وليس مخلوقا، والإله الجديد سيكون قد جرى عليه أن يكون مخلوقا فلن يكون مثل الله”.
وهكذا أفحم المعتزلة الكاهن، خاصة وأنه كان قبل طرح سؤاله قد أخبر ملك قومه أن المسلمين قوم دينهم هش ضعيف لا يصمد للمناظرات.
وأدركت السلطات العباسية أهمية المنهج العقلي والأطروحات الفلسفية الدينية، فأطلقوا المحبوسين منهم وفتحوا لهم المجال لممارسة منهجهم
المصدر
الدكتور محمد عمارة كتاب “تيارات الفكر الإسلامي” ص ص 62 ،63.
.
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء